وذلك بالانطلاق من الإيمان تعريفًا وتصحيحًا، وإن اختلفت وجوه انحراف أممهم عن التوحيد، وتباينت وجوه تبدلهم للشرائع، فقد أمر الله سيد المرسلين محمد ﷺ أن يعلن للناس أن هذا هو السبيل القويم والمنهج المستقيم في الدعوة إلى ربه، وهي الطريقة التي ارتضاها رب العالمين لهم؛ فالبداية ” من الدعاء إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان، والانتهاء إلى طاعته وترك معصيته “[1]، فقال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف:108]، فهذه هي الدعوة على بصيرة، وهذه هي الدعوة ﴿ بالحكمة ﴾؛ أي: ” بوحي الله الذي يوحيه إليك وكتابه الذي يُنـزله عليك “[2]، ولما أنعم الله على عبده لُقمان بالحكمة، جاءت دعوتُه ولدَه ووصيته له على مقتضى تلك الحكمة؛ فبدأ معه بالتوحيد والتخلية من الشرك، فقال: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان:13].
وهي الطريقة التي ربى عليها رسول الله ﷺ أصحابه في الدعوة إلى الله، فلما بعث معاذًا إلى اليمن كان توجيهه له وفق هذه المنهج الواضح؛ الدعو إلى توحيد الله تعالى وتطهير قلوبهم من الشرك به، فقال: ” إنك تَقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله .. “، وفي رواية: ” ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله “، وفي أخرى: ” فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى “[3]، فالتوحيد هو أصل الإيمان وعموده الذي يقوم عليه.
فدعوة المرسلين على اختلاف أقوامهم واختلاف شرائعهم تتمحور حول معاني الإيمان من توحيد الله وإخلاص العبودية له ونبذ الشرك به، فقال عز وجل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء:25]، أي: فأخلصوا لي العبادة، وأفردوا لي الألوهية، فهذه مركزية الدعوة التي جاءت بها الرسالات كلها؛ ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل:36]، وهكذا يجب أن تكون مركزية كل دعوة ترفع راية السير على من نهج المرسلين.
فمنهم من كان انحرافهم عقدي في المقام الأول كقوم نوح عليه السلام؛ فكانوا أول من انحرف عن التوحيد بعد قرون من الاستقامة عليه من لدن آدم عليه السلام، فجاءهم بالنذارة من ربه: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴾ [هود:25-26]، وقوم عاد لما كانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان، أرسل الله لهم هودًا برسالة التوحيد: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [هود:65]، ثم قوم ثمود الذين جعلهم الله خلفاء من بعد عاد، فحادوا كما حادت فأرسل فيهم صالح عليه السلام: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [هود:73]، وقوم ابراهيم عليه السلام لما عبدوا ما صنعته أيديهم من الأصنام فظلوا لها عاكفين: ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [العنكبوت:16-17]، والقوم من سبأ الذين كانت لهم امرأة تملكهم وكانوا يعبدون الشمس من دون الله فأرسل لهم سليمان عليه السلام: ﴿ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل:31]، أي موحدين مؤمنين طائعين.
ومنهم من جمع مع الانحراف العقدي انحرافًا في السلوك والأخلاق، فجاءت الدعوة بتصحيح الإيمان أولاً، ومنه إلى تقويم السلوك وتعديل الأخلاق، كما كان في قوم لوط عليه السلام لما جاؤوا بالفاحشة ما سبقهم بها من أحدٍ من العالمين، فدعاهم إلى الله تعالى وتوحيده وعبادته وطاعة رسوله وترك ما هم عليه من المنكر، ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف:80]، وقد أجاب الماتريدي ت 333هـ على إشكال قد يتبادر به الذهن إلى كسر تلك القاعدة الدعوية المطردة – وهي البداية بالإيمان والتوحيد – فقال: ” ذكر في غيره من الأنبياء دعاءهم قومهم إلى عبادة اللَّه ووحدانيته، على ما قال نوح: ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾، وكذلك قال هود، وصالح، وشعيب، وغيرهم من الأنبياء، ولم يذكر في لوط ذلك هاهنا، ولا يحتمل أن لم يكن منه الدعاء إلى ما كان من غيره من الأنبياء إلى توحيد اللَّه وعبادته قبل النهي عن الفواحش، والتعيير عليها، وهو ما ذكر في آية أخرى: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [الشعراء:161-164]، لأنه كان من الأنبياء – صلوات اللَّه وسلامه عليهم – دعاء قومهم إلى عبادة اللَّه، ووحدانيته أولًا، ثم النهي عما ارتكبوا من الفواحش والمعاصي، والتعيير عليها “[4]
وكذلك الحال مع مدين قوم شعيب لما عبدوا الأيكة وطففوا والمكيال والميزان وبخسوا الناس أشياءهم وعاثوا في الأرض مفسدين، وكانوا أول من سن قطع الطريق وترويع الآمنين: ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [هود:85]، فأرسل الله لهم شعيبًا يأمرهم بتوحيد الله بالعبادة فهو رأس الأمر وأصل الانحراف، فقال لهم: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود:88]، أي: ” فيما آمركم وأنهاكم، إنما مرادي إصلاحكم جهدي وطاقتي “[5]، فهذا هو سبيل الإصلاح، فمن رغب عنه فقد رغب عن سنة المرسلين.
وهذا نبي الله يوسف لما لاحت له نافذة للدعوة بدأها بتوحيد الله ونبذ ما اصطلحوا عليه من الشرك، ثم أجابهم عن تأويل سؤالهما، حيث ” جعل سؤالهما له على وجه التعظيم والاحترام وصلَةً وسببًا إلى دعائهما إلى التوحيد والإسلام، لما رأى في سجيتهما من قبول الخير والإقبال عليه والإنصات إليه “[6]، فقال: ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [هود:39-40]، ” وقد ابتدأ الخطاب بخطاب اثنين، فقال: يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ؛ لأنه قصد المخاطب به ومن هو على الشرك بالله مقيمٌ من أهل مصر، فقال للمخاطَب بذلك: ما تعبد أنتَ ومن هو على مثل ما أنت عليه من عبادة الأوثان “[7]، فلا شيء أحق بالتصحيح من التوحيد، ولا شيء أولى بالتكميل من الإيمان، لذلك كان أول الأمر لأهل الكتاب استكمال إيمانهم بما كفروا به من الرسل وكذبوا به من الكتب، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ﴾ [الأعراف:136].
ولم تتخلف الطريقة النبوية عن طريقة من سبقه من المرسلين، بل كان الإيمان حاضرًا في تنشئة الصغار والكبار، فهذا جندب بن عبد الله يقول: ” كنا مع النبي ﷺ ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا “[8]، وهذا حذيفة يقول: حدثنا رسول الله ﷺ: ” أن الأمانة نزلت من السماء في جذر قلوب الرجال، ونزل القرآن فقرءوا القرآن، وعلموا من السنة “[9]، والأمانة في الحديث هي الإيمان أو لازمها من حفظ العهود والقيام بالتكاليف التي أخذها الله على عبادة، وهذا قول الأصبهاني ت 535هـ: ” الأمانة في الحديث هي الأمانة المذكورة فى قوله تعالى إنا عرضنا الأمانة، وهي عين الإيمان، فإذا استمكنت الأمانة من قلب العبد قام حينئذ بأداء التكاليف واغتنم ما يرد عليه منها، وجد في إقامتها “[10]
ولعل القرآن المكي خيرُ شاهدٍ على هذه المنهجية في غرس الإيمان في النفوس، فتتوالى آياته بلفت الآنظار لمظاهر قدرة الله وعظمته، وكثير آلائه على خلقه وجزيل نعمه وسعة علمه ونفوذ أمره، ووعده في الجنة ووعيده في النار، مما يثبت أركان الإيمان في القلوب فتقبل على الأمر والنهي بالتسليم والإذعان، كما قالت عائشة رضي الله عنها: ” إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع شرب الخمر، ولو نزل أول شيء لا تزنوا لقالوا: لا ندع الزنا، وإنه أنزلت: ﴿ والساعة أدهى وأمر ﴾ [القمر: 46] بمكة وإني جارية ألعب على محمد ﷺ، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده “[11]، ويلخص الشاطبي ت 790هـ في الموافقات الأصولَ التي يدور حولها القرآن المكي فيقول: ” وغالب المكي أنه مقرر لثلاثة معان، أصلها معنى واحد وهو الدعاء إلى عبادة الله تعالى:
أحدها: تقرير الوحدانية لله الواحد الحق، غير أنه يأتي على وجوه؛ كنفي الشريك بإطلاق، أو نفيه بقيد ما ادعاه الكفار في وقائع مختلفة، من كونه مقربا إلى الله زلفى، أو كونه ولدا أو غير ذلك من أنواع الدعاوى الفاسدة.
والثاني: تقرير النبوة للنبي محمد، وأنه رسول الله إليهم جميعا، صادق فيما جاء به من عند الله؛ إلا أنه وارد على وجوه أيضا؛ كإثبات كونه رسولا حقا، ونفي ما ادعوه عليه من أنه كاذب، أو ساحر، أو مجنون، أو يعلمه بشر، أو ما أشبه ذلك من كفرهم وعنادهم.
والثالث: إثبات أمر البعث والدار الآخرة وأنه حق لا ريب فيه بالأدلة الواضحة، والرد على من أنكر ذلك بكل وجه يمكن الكافر إنكاره به؛ فرد بكل وجه يلزم الحجة، ويبكت الخصم، ويوضح الأمر.
فهذه المعاني الثلاثة هي التي اشتمل عليها المنزل من القرآن بمكة في عامة الأمر، وما ظهر ببادئ الرأي خروجه عنها؛ فراجع إليها في محصول الأمر، ويتبع ذلك الترغيب والترهيب، والأمثال والقصص، وذكر الجنة والنار ووصف يوم القيامة وأشباه ذلك.”[12]
وهذه المنهجية النبوية قائمة على إعطاء النفوسِ الوقتَ الكافي لتتشبع بالإيمان، والقلوبِ فرصتَها الكاملة لتتطهر من الشرك، وهكذ كل دعوة إصلاح تبتغي إقتفاء سنة المرسلين، ” والدعوة إلى الله تحتاج إلى نهج خاص في أسلوبها إزاء كل فساد في العقيدة، والتشريع والخلق والسلوك، ولا تفرض تكاليفها إلا بعد تكوين النواة الصالحة لها وتربية اللبنات التي تأخذ على عاتقها القيام بها، ولا تسن أسسها التشريعية ونظمها الاجتماعية إلا بعد طهارة القلب وتحديد الغاية حتى تكون الحياة على هدًى من الله وبصيرة…
حيث كان القوم كذلك نزل الوحي المكي قوارع زاجرة، وشهبًا منذرة، وحججًا قاطعة، يحطم وثنيتهم في العقيدة، ويدعوهم إلى توحيد الألوهية والربوبية، ويهتك أستار فسادهم، ويسَفِّه أحلامهم، ويقيم دلائل النبوة، ويضرب الأمثلة للحياة الآخرة وما فيها من جنة ونار، ويتحداهم -على فصاحتهم- بأن يأتوا بمثل القرآن، ويسوق إليهم قصص المكذبين الغابرين عبرة وذكرى، فتجد في مكي القرآن ألفاظًا شديدة القرع على المسامع، تقذف حروفها شرر الوعيد والسٌّنَّة العذاب، فـ “كلا” الرادعة الزاجرة، والصاخة والقارعة، والغاشية والواقعة، وألفاظ الهجاء في فواتح السور، وآيات التحدي في ثناياها، ومصير الأمم السابقة، وإقامة الأدلة الكونية، والبراهين العقلية – كل هذا نجده في خصائص القرآن المكي.
وحين تكونت الجماعة المؤمنة بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وامتُحنت في عقيدتها بأذى المشركين فصبرت وهاجرت بدينها مؤثرة ما عند الله على متع الحياة -حين تكونت هذه الجماعة- نرى الآيات المدنية طويلة المقاطع، تتناول أحكام الإسلام وحدوده، وتدعو إلى الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، وتفصل أصول التشريع، وتضع قواعد المجتمع، وتحدد روابط الأسرة، وصلات الأفراد، وعلاقات الدول والأمم، كما تفضح المنافقين وتكشف دخيلتهم، وتجادل أهل الكتاب وتلجم أفواههم -وهذا هو الطابع العام للقرآن المدني. “[13] فالإصلاح العقدي هو القاعدة الصلبة التي يُنطلق منها لتقويم كل اعوجاج، وتصحيح أي انحراف، وإذا كان هناك خلل في تلك القاعدة فحتما ستظهر آثاره على هذا البنيان شقوقًا وتصدعات يختلف عمقها وانتشارها بقدر التقصير في ذلك التأسيس العقد، ويكفى في هذه الطريقة أنها طريقة أئمة الدعوة المرسلين المؤيدة من قبل رب العالمين وهي البصيرة وفيها الحكمة، فكيف تبتغى الحكمة في غيرها من السبل؟!
[1] الطبري في تفسير الآية
[2] الطبري في تفسير الآية
[3] البخاري:1458، 1395، 7372، مسلم:19، أحمد:2071
[4] الماتريدي في تفسير الآية
[5] ابن كثير في تفسير الآية
[6] ابن كثير في تفسير الآية
[7] الطبري في تفسير الآية
[8] سنن ابن ماجة: 61، السنة لأبي بكر الخلال: 1593، شرح اعتقاد أهل السنة للالكائي: 1715
[9] صحيح البخاري: 7276، صحيح مسلم: 367، مسند أحمد: 23255
[10] انظر المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ، أبو زكريا النووي، دار إحياء التراث العربي – بيروت، ص2/168
[11] السنن الكبرى للنسائي: 7933
[12] الموافقات، الشاطبي، دار ابن عفان ص4/270
[13] مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ص49