فبه توجيه بوصلة الإنسان نحو الغاية الكبرى التي خلقه الله من أجلها؛ وهي توحيده بالعبادة وخضوعه له بالطاعة في أمره ونهيه، فقال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات:56]، وأكد ذلك بقوله: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة:5]، فمتى يمم العبد وجهه شطر تلك الغاية في جميع أعماله فقد هُدي إلى صراط المستقيم، وذلك بإخلاص أعماله لله كما أمر؛ لا يبتغي بها غير وجهه، فقال: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام:162-163]، ومتى أخلصها لربه وتابع فيها نبيه نزلت منزل القبول من الله، كما ذكر ذلك ابن كثير ت 774هـ في قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف:110]، فقال: ” وهذان ركنا العمل المتقبل؛ لا بد أن يكون خالصًا لله، صوابا على شريعة رسول الله ﷺ. “[1]
ولا شك أن تصحيح الإيمان وتزكيته من الشرك وتقويم الإعتقاد هو داخل بالضرورة في جملة هذا التصور الكلي الشامل للعبادة، فالغفلة عنها تفريط في الواجبات العبادية المكلف بها، وقيامه بذلك على وجهه تحقيقٌ لجانب رئيس من تلك المهمة التكليفية، بل إنه يأتي على رأسها فإن موقع الاعتقاد من تصحيح الأعمال يعرف ضرورةً؛ فمتى صح الاعتقاد انعكس ذلك على العمل ومتى انحرف تبعه العمل، سيأتي مزيد بسط لذلك.
ولو فرض تقصير المرء في القيام بجانب من الواجبات العبادية اللازمة أو المتعدية مع قيامه على واجباته الإيمانية خالصة لله فإن ذلك يجُبر عند الله بمحض رحمته وفضله، وأما فرض التقصير أو التفريط في تلك الواجبات الإيمانية الاعتقادية فإن خطرها أعظم وعاقبتها أشد، فقد قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:48]، وقال بعدها في موضع أخر: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء:116]، وكما قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: ” يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة “[2]، يقول ابن القيم ت 751هـ في هذا المعنى: ” ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده وشابه بالشرك؛ فإن التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شرك لا يبقى معه ذنب، فإنه يتضمن من محبة الله وإجلاله، وتعظيمه، وخوفه، ورجائه وحده، ما يوجب غسل الذنوب، ولو كانت قراب الأرض، فالنجاسة عارضة، والدافع لها قوي، فلا تثبت معه “[3]
وقد جاء في حديث أبي ذر – رضي الله – عنه ما يوضح هذا المعنى ويزيده جلاءً، حيث قال له رسول الله ﷺ: ” أتاني آت من ربي، فأخبرني – أو قال: بشرني – أنه: من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ” قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: “وإن زنى وإن سرق “[4]، وقاله ﷺ أيضًا لمعاذ بن جبل: ” من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة “، قال: ألا أبشر الناس؟ قال: ” لا إني أخاف أن يتكلوا “[5]، فيتجاوز الله في جنس المعاصي ما لا يتجاوز فيه عن جنس الشرك، فالمتساهل في هذه الأبواب إما قائمٌ على خطر عظيم أو مضيعٌ لخير كبير، فهو خاسر في كل أحواله، وجماع ذلك ما قاله رسول الله ﷺ للآتى الذي سأله فقال: يا رسول الله، ما الموجبتان؟ فقال: ” من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار”[6]
فتحقيق أركان الإيمان منقذ للعبد من النار إما ابتداءً وإما مآلاً، وتلك من أبرز موجبات العناية به، كما قال ﷺ: ” من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل “[7]، ” ومعنى قوله: ” على ما كان من العمل “، أي: من صلاح أو فسادٍ، لكن أهل التوحيد لا بد لهم من دخول الجنة، ويحتمل أن يكون معنى قوله: ” على ما كان من العمل “، أي: يدخل أهل الجنة الجنة على حسب أعمال كل منهم في الدرجات.”[8]، وأي فوز أعظم من النجاة من النار؟! ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران:185]، وبل سماه الله الفوز المبين فقال تعالى: ﴿ مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ [الأنعام:16].
فأقل ما تظفر به تلك الدعوة – وإن صاحبها التقصير من البعض في أداء واجباتهم المتعدية تجاه أمتهم – هو نجاتهم من النار يوم القيامة، أما فوق ذلك من الظفر وتحقيق نصرٍ في الدنيا فلم يعد الله به أحدًا بعينه رؤيتَه في حياته، بل قال لنبيه ﷺ: ﴿ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾ [الأنعام:77]، أي: قبل أن ترى نزول العقوبة بهم، وقال أيضًا: ﴿ وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴾ [الرعد:40]، وربما كان ذلك سبب إلحاحه ﷺ وهتافه بربه يوم بدرٍ: ” اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض”، فما زال يهتف بربه، مادًّا يديه مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه،[9] وفي ذلك يقول يقول صاحب الفتح: ” وجاز عنده أن لا يقع النصر يومئذ لأن وعده بالنصر لم يكن معينًا لتلك الواقعة، وإنما كان مجملا، هذا الذي يظهر “[10]
وقد كانت الجنة عنوان دعوته للناس منذ اليوم الأول، لا الوعد بالتمتع بظفرٍ أو نصر أو شيءِ من متاع الدنيا، وإن كان ذلك متحققًا لا محالة لمجموع المؤمنين بشروطه كما سيأتي؛ فعن جابر – رضي الله عنه – قال: مكث رسول الله ﷺ بمكة عشر سنين، يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة، وفي المواسم بمنى، يقول: ” من يؤويني؟ من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي، وله الجنة؟ “، ولما اجتمع الأنصار لبيعته في العقبة الثانية قالوا له: يا رسول الله، علام نبايعك، قال: ” تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله، لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني، فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم، وأزواجكم، وأبناءكم، ولكم الجنة “، قال: فقمنا إليه فبايعناه، وأخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو من أصغرهم، فقال: رويدًا يا أهل يثرب، فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ﷺ، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك، وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبينة، فبينوا ذلك، فهو أعذر لكم عند الله، قالوا: أمط عنا يا أسعد، فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا، ولا نسلبها أبدا، قال: فقمنا إليه فبايعناه، فأخذ علينا، وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة،[11] فكان الأمر واضحًا للطرفين وهو الجزاء الجنة، رغم إدراكهم لما هم لمشقة ما هم مقبلون عليه؛ ولذا سميت بيعة الحرب.
وسطر الله بنود تلك البيعة في القرآن كما سطهرها من قبلُ في التوراة والإنجيل، بل قيل: إن أهل الملل كلهم أمروا بالجهاد على ثواب الجنة،[12] وذلك في قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾ [التوبة:111]، حتى قال: ﴿ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾، وسماها الله تعالى في موضع أخر من كتابه بالتجارة، ووعد فيها المرابح بالنجاة من العذاب الأليم، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الصف:10-12]، أي: ذلك النجاء العظيم من نكال الآخرة وأهوالها.[13]
ثم تأتي في المرتبة التالية والتي عبر الله عنها بالأخرى التي تهواها النفوس وتنتظرها؛ وهي البشارة بالنصر من الله للمؤمنين، ﴿ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف:13]، فقيل هو فتح مكة وقيل فتح فارس والروم، وبالقطع لم يدرك ذلك كل المسلمون، بل مات منهم في مكة والمدينة من لم يدرك فتحَ مكة، وانتقل رسول الله ﷺ للرفيق الأعلى ولما يدرك سقوط كسرى الفرس وقيصر الروم وقد بشر المؤمنين بفتحهما.
فهذه هي التجارة التي لن تبور؛ يرجوها المؤمنون وبها يقنعون، أما من لا يكفيهم غير تمتع العين بالنصر وشفاء الصدور في الكفر، فيغفلون عن دور الإيمان في الإصلاح، ويبحثون عن الخلاص في المناهج الأخرى، فلعهم لا يظفرون بسعادة الأخرة ولا يهنؤون بنصر الدنيا، خاصةً بعد أن تتسرب لأفئدتهم الشكوك وتتكاثر على عقولهم الشبه التي يبثها شياطين الإنس والجن ليل نهار، وليس لهم من نور الإيمان ما يحفظهم من الانحراف وراءها وليس لهم من رصيد الهداية ما يردهم للحق، وقد ضرب الله لهم مثلًا في كتابه، فقال: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ﴾ [الحج:11-12]، يقول الطبري ت 310هـ أي: غَبِن هذا الذي وصف جلّ ثناؤه صفته دنياه، لأنه لم يظفر بحاجته منها بما كان من عبادته الله على الشك، ووضع في تجارته فلم يربح، وكذلك الآخرة فإنه معذّب فيها بنار الله الموقدة.[14]، وقال تعالى أيضًا في الخسران المبين: ﴿ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر:15]، فمن غبن نفسه فأوردها النار فقد خسر وإن حصّل في دنياه ما حصل، وهذا هو ميزان الخسران والربح في الآخرة، وكثيرًا ما يتكرر هذا المعنى وتدور حوله الآيات في كتاب الله، كقوله سبحانه: ﴿ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام:12]، وكقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون:103].
فالخسارة الحقيقية التي يقدّرها الشرع ويحذّر منها هي خسارة الآخرة، وما فوّته الناس وراء ذلك فسهل تَداركه في الدنيا أو في درا الجزاء، والفوز الحقيقي هو فوز الآخرة، وما وفوته الناس من ذلك فلا سبيل لتداركه وإن أنفقوا ملء الأرض ذهبًا، لذا وجبت العناية بالإيمان، ووضعه في موقعه الصحيح في عملية الإصلاح، ثم تأتي مراتب الإعداد واستيفاء الأسباب بعد ذلك.
[1] ابن كثير في تفسير الآية
[2] سنن الترمذي: 3540، مسند أحمد: 21472، سنن الدارمي: 2830
[3] إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، ابن قيم الجوزية، دار عالم الفوائد – مكة المكرمة، ص1/106
[4] صحيح البخاري: 1237، صحيح مسلم: 94، أحمد: 21414
[5] صحيح البخاري: 129، صحيح مسلم: 32، مسند أحمد: 12606
[6] صحيح مسلم: 93، مسند أحمد: 14711
[7] صحيح البخاري: 3435، صحيح مسلم: 28، مسند أحمد: 22675
[8] فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، دار المعرفة – بيروت ص6/475
[9] صحيح مسلم: 1763، الترمذي: 3081، مسند أحمد: 208
[10] فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، دار المعرفة – بيروت ص7/289
[11] مسند أحمد: 14456، صحيح ابن حبان: 6274
[12] انظر البغوي في تفسير الآية
[13] الطبرى في تفسير الآية
[14] انظر الطبري في تفسير الآية